الجمعة، 2 نوفمبر 2012

جودة التعلم الإلكتروني

الأساسيات الخمس لجودة التعلم الإلكتروني

إن توفر الجودة يمثل مسألة في غاية الأهمية لأي عمل او منتج، وإذا كانت الجودة شرط أساسي لنجاح السلع بشكل عام ، فإن الجودة تصبح مسألة ضرورية للتعليم بصورة خاصة، فالنوعية ينبغي أن تكون مرافقة للعمل التربوي في كل أنواعه ومستوياته.
فالتعلم الإلكتروني بوصفه من أهم المستحدثات و يؤمل فيه المساعدة على تحقيق الجودة في العملية التعليمية، ومن ثم أصبح سمة أساسية لكثير من المؤسسات التعليمية الحديثة. والتعلم الإلكتروني ليس تعليماً يقدم بطريقة عشوائية مع التعليم النظامي في المدارس أو الجامعات بل هو منظومة يخطط لها وتصمم تصميماً جيداً، فهو تعليم له مدخلات وعمليات ومخرجات وتغذية راجعه، وليس تعليم قائم على الاجتهادات الفردية من الأشخاص أو الشركات القائمة على تصميم البرامج والمواقع التعليمية، ولا يمكن أن نعتمد على تعليم مصمم من طرف واحد؛ فنجاح التعلم الإلكتروني يعتمد على مدى التصميم الجيد لعناصره وترابط جوانبه لكي يحقق الهدف منه. (ربيع رمود، 2012)
إلا أن الكثيرين ممن أصابهم الجنون التقني قاموا بكسر الحواجز وتحرروا من الزمام لينتجوا برمجيات عالية التصميم من حيث الميديا التي تبهر أعين المتعلمين ، ولكنها لا تغذى عقولهم بمعلومات مهمة، ومعظم هذه البرامج لا تستند إلى مبادئ علمية سليمة ؛ لأنها لم تستطع استيعاب الكيفية التي يتعلم بها الناس . (السيد عبد المولى أبو خطوة 2011).

مفهوم الجودة
الجودة عبارة عن مجموعة المعايير والإجراءات التي يهدف تبنيها وتنفيذها إلى تحقيق أقصى درجة من الأهداف المحددة للمؤسسة والتحسين المتواصل في الأداء والمنتج وفقاً للأغراض المطلوبة والمواصفات المنشودة بأفضل طرق وأقل جهد وتكلفة ممكنين، (حسن الببلاوي، سعيد سليمان، رشدي طعيمه، 2000).
فالجودة في التعليم هي مجمل السمات والخصائص التي تتعلق بالخدمة التعليمية وتفي باحتياجات المتعلمين، و تقديم خدمة تعليمية بمستوى عال من النوعية المطابقة للمواصفات المتميزة .
جودة التعلم الإلكتروني
          فيما يتعلق بجودة التعلم الإلكتروني على وجه التحديد عرّف مايادس (Mayadas) خمسة قواعد أساسية (Five Pillars) يجب مراعاتها لنجاح التعلم الإلكتروني، وهي على النحو التالي :
1.     الوصول .
2.     الجدوى التعليمية .
3.     رضى الأساتذة .
4.     رضى الطلاب .
5.     الجدوى الاقتصادية .
الوصول :
ويعني إمكانية وصول الطالب لكل ما يحتاجه في العملية التعليمية وتوفره بطريقة إلكترونية، ومن ذلك وصوله إلى:
·        محتوى المقررات الدراسية وما يتعلق بها من كتب ومراجع.
·        الأساتذة والزملاء والتفاعل معهم.
·        الأنظمة المساعدة للعملية التعليمية مثل أنظمة إدارة التعلم (Learning Management Systems) التي تساعد الأستاذ على بناء وتطوير مقررات دراسية إلكترونية وتحتوى على عدد من المميزات الأخرى كمنتديات الحوار، وعمل الاختبارات وتصحيحها آلياً.
·        الخدمات المساندة مثل الإرشاد الأكاديمي، ومصادر المعلومات، والمكتبات.
·        الدعم الفني.

             
رضى الأساتذة :
إن نجاح التعلم الإلكتروني يعتمد بشكل كبير على رضى الأساتذة الذين يقومون بتدريس مقرراتهم بطريقة إلكترونية، فإن كانوا راضين عن التدريس بهذه الطريقة فإنهم سيستمرون في التدريس بها، أما إذا كانوا غير راضين فإنهم لن يقوموا بتدريس مقررات إلكترونية ولن يعاودوا الكرّة في المستقبل، وسيكون احتمال نجاح التعلم الإلكتروني ضعيفاً. ورضى الأساتذة يمثل تحدياً كبيراً لأن دورهم في العملية التعليمية باستخدام تقنيات التعلم الإلكترونية بدأ يتغير من مجرد خبراء في محتوى المادة العلمية إلى خبراء، ومرشدين، وموجهين، ومصممين للمحتوى الرقمي، وعليهم أن يطوروا من مهاراتهم وعاداتهم التدريسية لكي يلعبوا هذا الدور بكفاءة واقتدار. وفي الواقع، فإن رضى الأساتذة يعتمد على عوامل خارجية يجب أن توفرها المؤسسات التعليمية التي تريد تطبيق تعلم إلكتروني ناجح وبجودة عالية. ومن أهم تلك العوامل:

أ‌) توفر البنية التحتية الالكترونية اللازمة لتفعيل التعلم الالكتروني.
            يمكن أن يبدأ المعلمون والطلاب استخدام المقررات الالكترونية من المنزل. وهذا يتطلب توفر حاسوب شخصي واشتراك انترنت في المنزل لدى المعلم وطلابه جلهم أو نسبة كبيرة منهم. كما يتطلب مهارات تقنية أساسية لدى المعلم مثل تصفح الانترنت، الدردشة، كيف يبحث عن المواقع التعليمية في الانترنت، معرفة الأدوات الرئيسة في المقرر الالكتروني، كيف يصمم أنشطة تعليم الكتروني مختلفة عن التعليم التقليدي المعتمد على الكتاب وشرح المعلم، كيف يصمم ويبتكر موضوعات نقاش، كيف يدير النقاش بين الطلاب، استخدام البريد الالكتروني في التواصل مع الطلاب.
ب‌) تخصيص ميزانية للتعلم الالكتروني .
لقد أصبح التعليم الالكتروني من متطلبات العصر الذي نعيش فيه. لذا ينبغي أن تكون هذه الميزانية كافية لتغطية نفقات تدريب المعلمين وتقديم الدعم الفني لهم، وتحفيز المعلمين، وتوظيف المدربين والفنيين وغير ذلك.
ج) التدريب على مهارات التدريس الإلكتروني واستخدام تقنياته المختلفة.
يتم تدريب معلم واحد من بين كل عشرة معلمين في كل مدرسة ويختار هؤلاء المعلمون المدربون من الحاذقين في استخدام الحاسب والانترنت أو من المتحمسين لدمج المقررات الالكترونية في التعليم. بحيث يقوم المعلمون المدربون في كل مدرسة بتدريب زملائهم في المدرسة.
د) توفر الدعم الفني والإداري.
          من خلال توفير الدعم السريع والمستمر لجميع المعلمين .







استطلاع لمستوى رضى أعضاء هيئة التدريس عن التعلم الإلكتروني في جامعة الملك خالد :
·        89% من أعضاء هيئة التدريس يرحبون بالدور الجديد لهم في التعلم الإلكتروني حيث أصبحوا موجهين أكثر من كونهم ملقنين .
·        76% يعتقدون أن الجامعة تقدم خدمة دعم متميزة جداً باستخدامها للتعلم الإلكتروني وتطبيقها االتقنية في التعليم .
·        أكثر من 70% من أعضاء هيئة التدريس أصبح لديهم قناعات وتفكير ايجابي في التعلم الإلكتروني ودوره على مستقبلهم الأكاديمي .
·        أكثر من 60% بدأوا يؤمنون ويطبقون ممارسات تعليمية فعالة من خلال التعلم الإلكتروني كتفعيل المشاركة واستخدام استراتيجيات مختلفة تتناسب مع طبيعة الطلاب والمقرر .

المراجع
·        الحارثي , محمد عطيه "ورقة عمل بعنوان : خصائص التعليم الإلكتروني" , جامعة الملك سعود , كلية التربية
·        السيد عبد المولى أبو خطوة (2011). معايير ضمان الجودة في تصميم المقررات الإلكترونية وإنتاجها، المؤتمر الدولي الثاني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، 21-23 فبراير، جامعة الملك سعود: المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
·        ربيع عبدالعظيم رمود (2012). تقنيات التعليم الالكتروني، جدة: مكتبة خوارزم العلمية للنشر والتوزيع
·        رباح, ماهر حسن : التعليم الإلكتروني (2004)