الخميس، 13 ديسمبر 2012

التعليم المدمج


التعليم المدمج
Blended Learning

مقدمه
يمثل التعليم الدعامة الأساسية في تقدم الشعوب والأمم، لذلك تسعى الأمم لتطوير تعليمها، وبالنظر إلى التعليم بشكل عام نجد أنه يعتمد في الكثير من مراحله على التعليم التقليدي والذي يقع العبء الأكبر فيه على المعلم، ودور المتعلم سلبي إلى حد كبير، لذا تسعى الكثير من المؤسسات إلى تطوير التعليم بإيجاد طرق جديدة للتعليم تهدف إلى أن يكون المتعلم فيه نشطاً وإيجابياً، وأن يكون المعلم موجهاً ومرشداً.

 لذا ظهرت الكثير من المستحدثات التكنولوجية في الفترة الأخيرة، الهدف منها هو جعل المتعلم هو محور العملية التعليمة بدلاً من المعلم، والتركيز على استراتيجيات التعلم النشط والتعلم التعاوني، ومن هذه المستحدثات التعليم الإلكتروني ويقصد به بصفة عامة "استخدام التكنولوجيا بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقل وقت وجهد وأكبر فائدة، وقد يكون هذا التعلم تعلماً فورياً متزامناً Synchronous وقد يكون غير متزامن Asynchronous، داخل الفصل المدرسي أو خارجه"( حسن الباتع محمد، السيد عبد المولى السيد، 22:2009).

وعلى الرغم من العديد من المميزات والإيجابيات للتعليم الإلكتروني، إلا أن البعض يرى أنه يوجد قصور في بعض الجوانب التي لم يستطع التعليم الإلكتروني التغلب عليها، ومن هنا كانت الحاجة إلى مدخل جديد يجمع بين مميزات كل من التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني والتغلب على جوانب القصور في كل منهما، فظهر ما يسمى بالتعليم المدمج والذي يعني دمج كل من التعليم التقليدي بأشكاله المختلفة والتعليم الإلكتروني بأنماطه المتنوعة ليزيد من فاعلية الموقف التعليمي وفرص التفاعل الاجتماعي وغيرها.


 





ماهية التعليم المدمج:
 تعددت تعريفات التعلــــــيم المدمج وذلك باختلاف الرؤية له، فيعرفه الغريب زاهر إسماعيل (2009) بأنه توظيف المستحدثات التكنولوجية في الدمج بين الأهداف والمحتوى ومصادر وأنشطة التعلم وطرق توصيل المعلومات من خلال أسلوبي التعلم وجهاً لوجه والتعليم الإلكتروني لإحداث التفاعل بين عضو هيئة التدريس بكونه معلم ومرشد للطلاب من خلال المستحدثات التي لا يشترط أن تكون أدوات إلكترونية محددة.
ويعرفه محمد عطية خميس ( 2003) بأنه نظام متكامل يهدف إلى مساعدة المتعلم خلال كل مرحلة من مراحل تعلمه، ويقوم على الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني بأشكاله المختلفة داخل قاعات الدراسة.

كما يعرفه Alekse, et al(2004) بأنه ذلك النوع من التعليم الذي تستخدم خلاله مجموعة فعالة من وسائل التقديم المتعددة وطرق التدريس وأنماط التعلم والتي تسهل عملية التعلم، ويبنى على أساس الدمج بين الأساليب التقليدية التي يلتقي فيها الطلاب وجهاً لوجه Face – to - face وبين أساليب التعليم الإلكتروني E-learning.

 وببساطة شديدة يعرف اسماعيل محمد حسن (2010) التعليم المدمج على أنه طريقة للتعليم تهدف إلى مساعدة المتعلم على تحقيق مخرجات التعلم المستهدفة، وذلك من خلال الدمج بين أشكال التعليم التقليدية وبين التعليم الإلكتروني بأنماطه داخل قاعات الدراسة وخارجها.

 إذاً هو نمط جديد من أنماط التعليم التي يمتزج فيها التعليم الصفي التقليدي مع التعليم الإلكتروني في إطار واحد، حيث توظف أدوات التعليم الإلكتروني ، ويلتقي المعلم مع تلاميذه وجها لوجه في الوقت ذاته في معظم الأحيان وفق متطلبات الموقف التعليمي بهدف تحقيق وتحسين الأهداف التعليمية.

مسميات التعليم المدمج :
- التعليم المزيج .
- التعليم الخليط او المختلط .
- التعليم المتمازج .
- التعليم المؤلف .

مميزات التعليم المدمج :
·       قدرة الطلاب علي التعلم وممارسة الأنشطة في المنزل أو المدرسة .
·       وتقليل وقت التعلم وتكلفته , وذلك بالاستخدام الكفء لوقت الفصل الدراسي ، والتغلب على مشكلة الوقت الضائع في الفصل الدراسي من خلال المناقشة الإلكترونية وطرح الأسئلة بين الطلاب والمعلمين .
·       تقديم فصول غير رسمية وهي ما يطلق عليه الفصول الافتراضية .
·       تحقيق  المرونة في استخدام الجدول الدراسي .
·       إمداد الطلاب بالمقررات الإثرائية بما يناسب احتياجاتهم .
·       كما يتميز أداء الطلاب بالسرعة في مقابل استخدام التعلم الإلكتروني بمفرده أوالتعليم التقليدي بمفرده .
·       يشجع الطلاب على العمل بشكل تعاوني من خلال العمل في مجموعات ؛ مما يؤدي إلي تقبل آراء الآخرين ، وفي الوقت ذاته يشجع الطلاب علي التفكير الناقد والتفكير الإبتكاري.
كما أظهر تطبيق التعلم المزيج واستخدامه في التعليم الجامعي ، سواء كان بحوث ودراسات فردية ، أو تجارب لعدد من الجامعات في دول مختلفة نجاحه ؛ والذي أُرجع لتمتعه بمجموعة من الميزات ، فقد أظهرت نتائج تطبيق التعلم المزيج في كلية الاتصال بفلوريدا تمتع هذا النمط بمجموعة من المميزات ، منها :  توفيره لوقت  كامل وكافي  للمعلم لقيامه بالشرح ومهامه التدريسية ،  وكذلك للطالب لفهم المقرر المعرفي ، كذلك ساعد استخدام التعلم المزيج علي إجراء المناقشات ، وتنمية الاستقرائية والإستنتاجية لدى الطلاب ، كما قلل من مرات وأوقات تواجد الطلاب داخل الحرم الجامعي ؛ ومن ثم تقليل التكلفة المادية الخاصة بالمواصلات للوصول إلى الكلية ، وتواجد عدد قليل من السيارات في الانتظار على مدار اليوم ، واستخدام أفضل لمساحات الفصل الدراسي الفارغة (Hijazi,and others ,2006) ، بينما كشف استخدام التعلم المزيج في الجامعة الماليزية عن مجموعة من المميزات، منها :  تحسين جودة ونوعية التعلم المُقَدم للطلاب ، ومقدرته علي إرضاء رغبات الطلاب المختلفة وتحقيها (أنور علي ، 2008) .

متطلبات التعليم المدمج :
أولاً : المتطلبات التقنية : وتشمل عدد من المتطلبات ، تمثلت في توفير كل من : مقرر إلكتروني ، ونظام لإدارة التعلم  ونظام لإدارة المحتوي ، وبرامج تقييم إلكترونية ، ومواقع للتحاور الإلكتروني مع الخبراء والمتخصصين في المجال ، والأجهزة والبرمجيات اللازمة لهذا النمط من التعلم ، إضافة إلي تحديد مواقع يمكن الاتصال بها ، وكذلك توفير فصول افتراضية بجانب الفصول التقليدية ، واستخدامها وفقاً للاستراتيجية التعليمية المُقترحة .
ثانياً : المتطلبات البشرية : وهي متطلبات تتعلق بالمعلم والطالب ، أما ما يخص المعلم ، فيجب أن يكون لديه المقدرة علي : التدريس التقليدي مصحوباً بالتطبيق العملي باستخدام الحاسب ، والبحث عن ما هو جديد عبر الإنترنت مدفوعاً برغبته في تجديد معلوماته وإثرائها ، وكذلك تمتعه بقدر من المهارات تمكنه من التعامل مع البرامج المختلفة لتصميم المقررات ، فضلاً عن مقدرته علي استخدام البريد الإلكتروني في الاتصال مع الطلاب ، إضافة إلي مقدرته علي حث الطلاب علي المشاركة بفاعلية سواء في الفصل التقليدي أو الفصل الافتراضي ، وتمتعه بالحد الأدني من المهارات التي تمكنه من أن يحول كل مايقوم بشرحه من صورته الجامده الى واقع حى يثير انتباه الطلاب ، مستخدماً في ذلك  الوسائط المتعدده والفائقة المُقدمة من خلال شبكة الإنترنت ، وإذا تناولنا المتطلبات البشرية المتعلقة بالطالب ، فيمكننا تلخيص أهم هذه المتطلبات في : ضرورة أن يشعر الطالب بأنه مشارك في العملية التعليمية ، وأن مشاركته مهمة في نجاح التعلم ، وأن يمتلك الحد الأدني من المهارات التي تمكنه من التعامل بنجاح مع الانترنت بجميع خدماته ، ولاسيما خدمة البريد الإلكتروني ، والبحث عن المعلومات والمحادثة عبر الشبكة .   


أبعاد التعليم المدمج :
وتجدر الإشارة إلي أن التعلم المدمج له أبعاد مختلفة ، حددها بدر الخان (2005) في ثمانية أبعاد ، وهي :
- البُعد المؤسسي : ويسهم في التخطيط لبرنامج التعلم ، من خلال طرح الأسئلة المتعلقة باستعداد المؤسسة والبنية الأساسية .
- البُعد التربوي : ويتعلق  ببنية المحتوي الذي ينبغي أن يُقدم للطلاب وفقاً لعملية تحليل المحتوي ، واحتياجات الطلاب ، وأهداف التعلم ، وهو بذلك يوجه سير الأحداث إنطلاقاً من قائمة الأهداف التي يضعها ، والتي تحدد إختيار أفضل طرق التقديم المناسبة .
- البُعد التقني : ويهتم بتصميم بيئة التعلم ، والأدوات والتقنيات المستخدمة في تقديم برنامج التعلم ، فضلاً عن اهتمامه بأمن الشبكات ، والأجهزة والبرمجيات المختلفة .
- بُعد تصميم الواجهة : يشترط أن تسمح الواجهة بدرجة كافية لدمج عناصر التعلم المزيج المختلفة ، وكذلك يجب أن يسمح برنامج التعليم للطلاب باستيعاب كل من التعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي وبصورة متساوية .
-   بُعد التقويم : ويركز علي تقويم كل من فاعلية البرنامج وأداء الطلاب .
- بُعد الإدارة : ويهتم بإدارة البرنامج ، مثل البنية الأساسية لتقديم البرنامج بطرق متعددة تتنوع بين عناصر التعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي .
-   بُعد دعم الموارد : ويهتم بتوفير وتنظيم أشكال متعددة من الموارد للطلاب سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
- البُعد الأخلاقي :  ويحرص هذا البُعد علي تكافؤ الفرص ، والتنوع الثقافي ، والهوية الوطنية وغيرها ، كذلك يجب أن يُصمم البرنامج بأسلوب يتجنب ضيق أو إزعاج أي طالب ، وفي الوقت ذاته يقدم خيارات متعددة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة .



مشكلات التعليم المدمج :
  للتعلم المدمج مشكلات عدة نأتي على أهمها:
·       عدم النظر بجدية إلى موضوع التعلم المدمج باعتباره استراتيجية جديدة تسعى لتطوير العملية التعليمية التعلمية.
·       صعوبة التحول من طريقة التعلم التقليدية التي تقوم على المحاضرة بالنسبة للمدرس، واستذكار المعلومات بالنسبة للطلبة إلى طريقة تعلم حديثة.
·       مشكلة اللغة: فغالبية البرامج والأدوات وضعت باللغة الانكليزية، وهذا ما يوجد عائقاً أمام الطلبة للتعامل معها بسهولة ويسر.
·       المعيقات المادية: كنقص الحواسب والبرمجيات والشبكات ، وارتفاع أسعارها نوعاً ما.
·       المعيقات البشرية. كعدم توفر الأطر المؤهلة والخدمات الفنية في المختبرات، وغياب برامج التأهيل والتدريب للطلبة بصورة عامة.
·       المنهاج أو المادة الدراسية: والتي ما تزال مطبوعة ورقياً، لذا ينبغي تحويلها إلى ملفات الكترونية يسهل التعامل معها.
·       عدم وجود الكفاءة بين أجهزة الطلبة التي يتدربون عليها في منازلهم.
·       صعوبات التقويم ونظام المراقبة والتصحيح والغياب.

الخلاصة
يعد التعليم المدمج إستراتيجية جديدة تجمع بين الطريقة التقليدية في التعلم والاستفادة القصوى من تطبيقات تكنولوجيا  المعلومات الحديثة لتصميم مواقف تعليمية تمزج بين التدريس داخل الصفوف الدراسية والتدريس عبر الانترنت. وتتميز بالعديد من الفوائد تتمثل في اختصار الوقت  والجهد والتكلفة، إضافة إلى إمكانية تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المدرس والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة في أي مكان وزمان ودون حرمانهم من العلاقات الاجتماعية فيما بينهم أو مع مدرسيهم.
المراجع
1-                 القباني , نجوان حامد بحث بعنوان " تحديات استخدام التعلم المزيج في التعليم الجامعي لدي أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بكليات جامعة الاسكندرية " , جامعة لاسكندريه – كلية التربية .
2-                 العبدالكريم , مشاعل عبدالعزيز (1428) " واقع استخدام التعليم الالكتروني في مدارس المملكة الأهلية بمدينة الرياض " . جامعة الملك سعود – كلية التربية .
3-                  جاد , هاني أبو الفتوح (2012) " توظيف تكنولوجيا التعليم المدمج في التعليم الجامعي" تم استعراضه على الرابط : http://drhany1972.blogspot.com/2012/01/blog-post.html بتاريخ 9/12/2012
4-                 حسن , اسماعيل محمد (2010) "التعليم المدمج" مجلة التعليم الالكتروني . تم استعراضه على الرابط : http://emag.mans.edu.eg/index.php?page=news&task=show&id=48&sessionID=14 بتاريخ 7/12/2012


الجمعة، 2 نوفمبر 2012

جودة التعلم الإلكتروني

الأساسيات الخمس لجودة التعلم الإلكتروني

إن توفر الجودة يمثل مسألة في غاية الأهمية لأي عمل او منتج، وإذا كانت الجودة شرط أساسي لنجاح السلع بشكل عام ، فإن الجودة تصبح مسألة ضرورية للتعليم بصورة خاصة، فالنوعية ينبغي أن تكون مرافقة للعمل التربوي في كل أنواعه ومستوياته.
فالتعلم الإلكتروني بوصفه من أهم المستحدثات و يؤمل فيه المساعدة على تحقيق الجودة في العملية التعليمية، ومن ثم أصبح سمة أساسية لكثير من المؤسسات التعليمية الحديثة. والتعلم الإلكتروني ليس تعليماً يقدم بطريقة عشوائية مع التعليم النظامي في المدارس أو الجامعات بل هو منظومة يخطط لها وتصمم تصميماً جيداً، فهو تعليم له مدخلات وعمليات ومخرجات وتغذية راجعه، وليس تعليم قائم على الاجتهادات الفردية من الأشخاص أو الشركات القائمة على تصميم البرامج والمواقع التعليمية، ولا يمكن أن نعتمد على تعليم مصمم من طرف واحد؛ فنجاح التعلم الإلكتروني يعتمد على مدى التصميم الجيد لعناصره وترابط جوانبه لكي يحقق الهدف منه. (ربيع رمود، 2012)
إلا أن الكثيرين ممن أصابهم الجنون التقني قاموا بكسر الحواجز وتحرروا من الزمام لينتجوا برمجيات عالية التصميم من حيث الميديا التي تبهر أعين المتعلمين ، ولكنها لا تغذى عقولهم بمعلومات مهمة، ومعظم هذه البرامج لا تستند إلى مبادئ علمية سليمة ؛ لأنها لم تستطع استيعاب الكيفية التي يتعلم بها الناس . (السيد عبد المولى أبو خطوة 2011).

مفهوم الجودة
الجودة عبارة عن مجموعة المعايير والإجراءات التي يهدف تبنيها وتنفيذها إلى تحقيق أقصى درجة من الأهداف المحددة للمؤسسة والتحسين المتواصل في الأداء والمنتج وفقاً للأغراض المطلوبة والمواصفات المنشودة بأفضل طرق وأقل جهد وتكلفة ممكنين، (حسن الببلاوي، سعيد سليمان، رشدي طعيمه، 2000).
فالجودة في التعليم هي مجمل السمات والخصائص التي تتعلق بالخدمة التعليمية وتفي باحتياجات المتعلمين، و تقديم خدمة تعليمية بمستوى عال من النوعية المطابقة للمواصفات المتميزة .
جودة التعلم الإلكتروني
          فيما يتعلق بجودة التعلم الإلكتروني على وجه التحديد عرّف مايادس (Mayadas) خمسة قواعد أساسية (Five Pillars) يجب مراعاتها لنجاح التعلم الإلكتروني، وهي على النحو التالي :
1.     الوصول .
2.     الجدوى التعليمية .
3.     رضى الأساتذة .
4.     رضى الطلاب .
5.     الجدوى الاقتصادية .
الوصول :
ويعني إمكانية وصول الطالب لكل ما يحتاجه في العملية التعليمية وتوفره بطريقة إلكترونية، ومن ذلك وصوله إلى:
·        محتوى المقررات الدراسية وما يتعلق بها من كتب ومراجع.
·        الأساتذة والزملاء والتفاعل معهم.
·        الأنظمة المساعدة للعملية التعليمية مثل أنظمة إدارة التعلم (Learning Management Systems) التي تساعد الأستاذ على بناء وتطوير مقررات دراسية إلكترونية وتحتوى على عدد من المميزات الأخرى كمنتديات الحوار، وعمل الاختبارات وتصحيحها آلياً.
·        الخدمات المساندة مثل الإرشاد الأكاديمي، ومصادر المعلومات، والمكتبات.
·        الدعم الفني.

             
رضى الأساتذة :
إن نجاح التعلم الإلكتروني يعتمد بشكل كبير على رضى الأساتذة الذين يقومون بتدريس مقرراتهم بطريقة إلكترونية، فإن كانوا راضين عن التدريس بهذه الطريقة فإنهم سيستمرون في التدريس بها، أما إذا كانوا غير راضين فإنهم لن يقوموا بتدريس مقررات إلكترونية ولن يعاودوا الكرّة في المستقبل، وسيكون احتمال نجاح التعلم الإلكتروني ضعيفاً. ورضى الأساتذة يمثل تحدياً كبيراً لأن دورهم في العملية التعليمية باستخدام تقنيات التعلم الإلكترونية بدأ يتغير من مجرد خبراء في محتوى المادة العلمية إلى خبراء، ومرشدين، وموجهين، ومصممين للمحتوى الرقمي، وعليهم أن يطوروا من مهاراتهم وعاداتهم التدريسية لكي يلعبوا هذا الدور بكفاءة واقتدار. وفي الواقع، فإن رضى الأساتذة يعتمد على عوامل خارجية يجب أن توفرها المؤسسات التعليمية التي تريد تطبيق تعلم إلكتروني ناجح وبجودة عالية. ومن أهم تلك العوامل:

أ‌) توفر البنية التحتية الالكترونية اللازمة لتفعيل التعلم الالكتروني.
            يمكن أن يبدأ المعلمون والطلاب استخدام المقررات الالكترونية من المنزل. وهذا يتطلب توفر حاسوب شخصي واشتراك انترنت في المنزل لدى المعلم وطلابه جلهم أو نسبة كبيرة منهم. كما يتطلب مهارات تقنية أساسية لدى المعلم مثل تصفح الانترنت، الدردشة، كيف يبحث عن المواقع التعليمية في الانترنت، معرفة الأدوات الرئيسة في المقرر الالكتروني، كيف يصمم أنشطة تعليم الكتروني مختلفة عن التعليم التقليدي المعتمد على الكتاب وشرح المعلم، كيف يصمم ويبتكر موضوعات نقاش، كيف يدير النقاش بين الطلاب، استخدام البريد الالكتروني في التواصل مع الطلاب.
ب‌) تخصيص ميزانية للتعلم الالكتروني .
لقد أصبح التعليم الالكتروني من متطلبات العصر الذي نعيش فيه. لذا ينبغي أن تكون هذه الميزانية كافية لتغطية نفقات تدريب المعلمين وتقديم الدعم الفني لهم، وتحفيز المعلمين، وتوظيف المدربين والفنيين وغير ذلك.
ج) التدريب على مهارات التدريس الإلكتروني واستخدام تقنياته المختلفة.
يتم تدريب معلم واحد من بين كل عشرة معلمين في كل مدرسة ويختار هؤلاء المعلمون المدربون من الحاذقين في استخدام الحاسب والانترنت أو من المتحمسين لدمج المقررات الالكترونية في التعليم. بحيث يقوم المعلمون المدربون في كل مدرسة بتدريب زملائهم في المدرسة.
د) توفر الدعم الفني والإداري.
          من خلال توفير الدعم السريع والمستمر لجميع المعلمين .







استطلاع لمستوى رضى أعضاء هيئة التدريس عن التعلم الإلكتروني في جامعة الملك خالد :
·        89% من أعضاء هيئة التدريس يرحبون بالدور الجديد لهم في التعلم الإلكتروني حيث أصبحوا موجهين أكثر من كونهم ملقنين .
·        76% يعتقدون أن الجامعة تقدم خدمة دعم متميزة جداً باستخدامها للتعلم الإلكتروني وتطبيقها االتقنية في التعليم .
·        أكثر من 70% من أعضاء هيئة التدريس أصبح لديهم قناعات وتفكير ايجابي في التعلم الإلكتروني ودوره على مستقبلهم الأكاديمي .
·        أكثر من 60% بدأوا يؤمنون ويطبقون ممارسات تعليمية فعالة من خلال التعلم الإلكتروني كتفعيل المشاركة واستخدام استراتيجيات مختلفة تتناسب مع طبيعة الطلاب والمقرر .

المراجع
·        الحارثي , محمد عطيه "ورقة عمل بعنوان : خصائص التعليم الإلكتروني" , جامعة الملك سعود , كلية التربية
·        السيد عبد المولى أبو خطوة (2011). معايير ضمان الجودة في تصميم المقررات الإلكترونية وإنتاجها، المؤتمر الدولي الثاني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، 21-23 فبراير، جامعة الملك سعود: المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
·        ربيع عبدالعظيم رمود (2012). تقنيات التعليم الالكتروني، جدة: مكتبة خوارزم العلمية للنشر والتوزيع
·        رباح, ماهر حسن : التعليم الإلكتروني (2004)